,,ساجي لا يزال حيًا, ساجي لم يمت, وحدهم الاشرار الذين يموتون ويتعفنون في دوامة الزمان! هو شاب في مقتبل العمر أتم الثامنة عشرة من عمره, عمر الشباب اليانع والواعد مستقبله مزهر مثل زهر اللوز في صباح اذار, بدأ بنقش بصمته فالتحق بجامعة بير زيت ليتعلم ويتطور امه دائما رددت على مسامعه” أهم اشي الشهادة يما, سلاحك هو علمك يما”
..يوم اذار ضبابي مشؤوم ينذر منددا ان شيئا سيء سيحصل ولكن هل يحتاج الفلسطينيون لهذه المنبهات والتلميحات؟ لا أعتقد فالشقاء “من قسمتهن ونصيبهن” موشوم على جباههن السمراء
, الازهار تتمرد على الجو الخاتق وتزهر..
أما انا اجلس خلف اللوحة المضيئة صادفتني تلك الاشارات الخفية التي لو اعطيتها القليل من الاهتمام لربما ربما غيرت مسار اليوم او اعفيت نفسي من تانيب الضمير.. لوحة محمود درويش تحدق بي بعيني مبهمة! صديقتي سجا-التي لم احدثها منذ موسم الزيتون ما يقارب الخمسة اشهر, حادثتني بيد انها كانت مقطبة حواجبها بغير عادتها…احداث عادية وروتينية لدرجة الملل
غير أن …
غير أن ساجي صعد اليوم الى ملكوت السماء, لم يودع أهله, لم يقبل امه ولم يلعب “دق فطبول” مع أولاد الحارة كما وعدهم غادر بعجل بعدما بلع لقمات من المقلوبة-طبخته المفضلة. يجب ان يصل بالوقت وان لا يتاخر ,هو قال وهو خارج من حوش البيت… “وينتا بدنا نصير متل الالمان؟ نمشي عالدقيقة؟” ساءل نفسه
ساجي غادر البيت ولم يعد, كان يمشي منصوب القامة مرفوع الرأس فهو فلسطيني ابن امه وابيه.. الا ان رصاصة غدارة باغتته وغدرت به.. سال دمه التمت من حوله وجوه عديدة.لكنها وجوه عاجزة.. كل ما تقدمه هو تغزيات مهموسة ودعاء الهي…
ساجي يا صديقي انت في القلب باق.. ارقد بسلام لعلك تحظى به في السموات الحرة التي لا احتلال فيها ولا جدار, لاعدوا ولا طلقات نار.. لروحك الف تحية وسلام.
10/03/2014. .